
وصف كتاب صرخة وجع
قد تبدو الرواية من الوهلة الأولى أنها وثيقة تاريخية تنقل حقبة محددة من التاريخ الأمازيغي غير أن العمل يأخذ أبعادا دلالية أعمق ؛ لأن البطلة الحقيقية للرواية هي العجوز صفية و ليست الشابة مريم. و صفية بثقافتها الغزيرة و عريكتها الصلدة صورة رمزية للحياة فهي لا تحب أحد و لا تتعلق بأحد و لكنها تقدم دروسا و عظات تهز الفؤاد. الرواية تعكس الشخصيات الفاعلة و الشخصيات المفعول بها بوضوح..فحين تمثل صفية الشخصية الفاعلة تمثل مريم الشخصية المفعول بها و هذا ما تكرهه صفية في المريم و لذا أدخلتها في عوالم خيالية و جعلت منها تازيري غيلاس الشابة الأمازيغية التي قتلت كل ما في نفسها من هشاشة و سدت ثقوب الوجع و الحرمان في نفسها.
الرواية ترقص على أوتار سيكولوجية منذ البداية و تغوص في أعماق شخصية المهزوز داخليا و تناقصاته التي تجسدها مريم فهي ضعيفة نفسياو لكنها مغرورة أيضا .
للرواية أبعاد سياسية قابلة للتفجير الدلالي و الاستنطاق السيميائي فهي تصور أذهان الساسة و حياتهم المكتنزة بالأعداء و المكائد. أمغار الأشيب الذي يكيد للجميع! ليوبا أورغاي مع أنه والده بالتبني..لتازيري غيلاس..للملك ماغوس..شخصية ماريوس الغارقة في الأنانية..يضحي بالجميع في سبيل أهوائه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق