
وصف كتاب العالق في الزمن العودة لدمشق المغامرة الرابعة
الجزء الرابع والأخير من رباعية العالق في الزمن
في شمال مدينة الياسمين؛ حيث يقع القصر الملكي وعلى يمينه بالضبط يقع المستشفى الملكي ببنائه الشاهق, وقبته العالية التي ترفرف فوقها راياتُ الاتحاد الخضراء, كانت تعبرُ ممرَّات المستشفى وعيناها مسلطتان على البلطات الخزفية البيضاء, وما إنْ فتحت باب المخرج وشعرت باتِّساع الأرض مِن تحتها والمسافات المخضرة حتى رفعت عينيها إلى السماء التي كانت مظلمة, والنجوم قد تناثرت على صفحتها بكثرة, لقد بدت أشدّ لمعاناً مِن الليلة السابقة مما جعل شفتيها تنفرجان قليلاً تعبيرًا عن دهشتها. التقطت نفساً عميقاً, تناهى إلى سمعها صوتُ تحرُّك الحشائش مِن خلفها؛ فالتفتت بفزعٍ سرعان ما تبدَّد حينما شاهدته يقتربُ نحوها ببزَّته العسكرية, وعيناه الرماديتان اللتان التمعتا ما إنْ تحرَّك وسقطَ عليه نور القمر, وهو يقول: آسف! هل أفزعتك؟
حرَّكت رأسها نافية وهي تقول: منذ متى وأنت هنا معلمي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق