
وصف كتاب رمال سوداء
أضأتُ الفانوس، فصنع هالة صغيرة من الضوء، وتكاثرت حوله فراشات لا حصر لها. جلستُ أتأملها شاردا، لم أعرف من أين أتت، ولم أعرف سر وجود مثل تلك الكائنات.. إن لم تكن تضر ولا تنفع فلماذا خُلقت من الأساس؟ الفراشات الصغيرة تندفع نحو الضوء محاولة الوصول إلى حقيقته، ومعرفة كنهه، لكنها تصطدم بزجاج الفانوس المُحكم حول فتيلة الضوء وترتد خائبة لتعيد الكرة من جديد، ولا تيأس أبدا. فكرتُ، بينما عيناي ثابتتان في هذا العالم الصغير الذي يضج أمامي بالحركة، وضوء الفانوس ينعكس على حدقتي عينيي: "هل هذا هو السعي الأبدي لمعرفة الحقيقة؟ هل هي محاولة للوصول إلى جوهر الأشياء؟، هل هذا هو الطموح والسعي المتواصل نحو الهدف/ الحلم، والذود عنه بطرق سليمة ومشروعة؟ ترن الآن في أذني مقولة "نوفاليس": إن الطريق الحقيقي يمضي نحو الداخل"..آه.. إنها الأسئلة ذاتها مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق