
وصف كتاب هكذا كنت أظن
كمْ تمنيْنا ممارسةَ السياسةِ كالشباب الأوروبيٍّ بطريقةٍ ديمقراطيةٍ نحترمُها، نتنافسُ، ونتناظر، ونفوزُ، ونخسرُ، وننتخبُ، ونصوتُ، ونمارسُ حقَّنا في الرأيِ دونَما ( مندوبٍ ) يكتبُ عنْ كثب تفاصيل حياتنا حتى خرائنا ..!
تساءلتُ إنْ كانَ مِنْ حقِّنا أنْ نحيا السياسةَ، وإنْ نمارسَها ككلِّ الخلقِ في العالمِ المتحضرِ ؟! تمنيْنا أنْ نمارسَ العملَ الجماهيريَّ، والخدماتيَّ دونَ أنْ نقتتلَ، أو نسفكَ دماءَ بعضَنا، أوْ أنْ نهدمَ ما يشيدُه الآخرونَ، أو يهدموا ما نبنيه..!.
كانَ سامي بطلاً حقيقياً مناضلاً. لمْ يكنْ كأولئكَ الذينَ ما أنِ انفضتْ حكومتُهم حتى انفضوا عنْ طريقِهم، وغيروا ألوانَهم –كالحرباءِ - ليتناسبَ معَ اللونِ البارزِ. أولئكَ الذينَ ما انفكتْ حناجرُهم تصدعُ بالحقِّ، والقوةِ، والحريةِ أيامَ ظنوا أنَّ اللهَ مكّنَ لهم في الأرضِ، وآتى الملكَ مَنْ يشاءُ ونزعَ الملكَ ممنْ يشاءُ. أولئكَ الذينَ تبدلتْ نغماتُ جوالِاتهم، ومحتوياتِ الذاكرةِ فيها بقدرةِ قادرٍ معْ صدورِ مرسومِ الرئيسِ الأولِ. أولئكَ الذينَ ظنوا حيناً منَ الدهرِ أنْ قدْ جاءتْ فرصتُهمُ التاريخيةُ للاستوزار، أو أقلها تقلد أعلى المناصبِ في السلطةِ التي كانتْ محجوزةً "للعملاءِ " حصرا قبلَ ذلكَ، فما أنِ انتهتْ منظومةُ "التمكينِ " التي ظنوا حتى انهارتْ معها على شفا جرفٍ هارٍ شعاراتُهم، ونظرياتُهم، ومواقفُهم "الصقوريةُ" فأصبحَ خطابُهم مفعماً بكلِّ أنواعِ النفاقِ حديثِها، وقديمِها؛ كي يحموا رؤوسَهم منْ تسلطِ السلطةِ التي لا سلطةَ لها إلا علينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق