وصف كتاب الضفدع الناري
ماذا لو أن المهم في الحياة ليس العالم الفيزيائي الملموس الذي يمكننا قياسه، ولكن فقط الحياة الداخلية الذاتية للعقل؟ هذه الفكرة، هذه الاحتمالية تولد هاوية كبيرة قد تمر دون الانتباه إليها فحين تصبح اللوحة الفنية واقعية جدا، وحين لانعطي قيمة إلا للتفكير الصرف، وحين تصبح الأحلام أكثر إثارة من الحياة ذاتها، حينئذ نقف عند حافة تبدأ في عزلنا عن الاخرين. ونبدأ معها في خلق الواقع الذي نريده وتشكيله ربما أننا قد لا ندرك أن هذا العالم الذي خلقناه بأنفسنا لايمكن أن يخص أي شخص غيرنا.
لعلنا لا نعلم أو نقدر مدى اقترابنا من الهاوية في هذا الأسلوب من التفكير.. من الذي يستطيع إدراك طبيعة هذه المشكلة؟ هذا النوع من الجنون؟ من الذي بإمكانه مساعدتنا في هذه الورطة؟ أرجوك لا تذكر لي الطبيب النفسي، بل انظر في كل مكان وأوجد لي شاعرًا.
الضفدع الناري رواية مدهشة لكل الأعمار. إلى جوليا.. هذه الفتاة الصغيرة التى سيتبدل مفهومها لهذه القصة فى كل عقد من عقود حياتها، ولأن للرواية مذاقها الخاص فقد صدرها مؤلفها بأكثر من تمهيد يلائم كل قارئ حسب سنوات عمره، فهناك تمهيد للصغار وآخر للمراهقين وثالث للكبار، هي تهيئة للقراءة المنشودة وليست خلفية يصف من خلال المؤلف الشخصيات والحبكة القصصية والمكان وهكذا، وإنما الهدف منها تقديم أساس وركيزة للأفكار التي تربط عالمنا اليومي بالدراما والإثارة الفلسفية واكتشاف نظرة فريدة للحياة. من الممكن أن أعيش حراً على حافة المغامرة. أو أن أعيش آمناً مطمئناً لا أشعر أبداً بالخوف أو البرد، الإختيار في حد ذاته يجمدني ويشل حركتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق