
وصف كتاب بارون الميج
رُجّت الطّائرة بقوة، انكفئتُ للأمام، لولا أحزمة تقيّدني بالمقعد لقذفتُ خارج الطائرة مُحطماً الزّجاج، زلزال أيقظ أجراس الإنذار فى القمرة وأضاء جميع اللّمبات الحمراء، خرجت الطّائرة عن مسارها، نظرتُ خلفي فلم أجد ذيل طائرتي، فقط نيران، كانت مروّعة وقبيحة جداً بلا ذيل، فقدتُ السيطرة عليها، توقف قلبي للحظة لابدّ أن شيئاً مخيفاً قد وقع.. النهاية، رأيتُ الموت أمام عينيّ، سكتت قناة غرفة العمليات وصرخات أجهزة الإنذار، كانت النيران تقترب مني والطائرة تنزلق إلى أسفل وهي تدور حول نفسها، رأيتُ مياه بحيرة المنزلة تقترب بسرعة هائلة، يا إلهي لا أريد أن أموت.. أصبحت الطّائرة صندوقًا من الفولاذ مُحكم الغلق يسقط من قمة وهو يحترق، البقاء بداخله يعنى الموت الأسود، مُحترقاً كرغيف فُقد ذكره فوق الموقد..
ليس هناك أصعب على النفس من السقوط من قمة شىء ما؛ مجد، سُلطة، مال.. على وشك جذب مقبض القذف، المنفذ الوحيد إلى الحياة، ربما نظام القذف خارج الطائرة مُعطل أو أفسدته النيران، إن وقع ذلك فلا مفر من إمضاء بعض الوقت فى القمرة فى انتظار وصول النيران إليّ أو ارتطام الطّائرة بالأرض، أيّهما أولاً، بلا شك جميع الّذين قبروا فى طائراتهم جذبوا مثلي مقبض القذف، أو على الأقل حاولوا، أقل من ثانية مرت كحياة كاملة، جذبتُ مقبض القذف حتى لمست يدي صدري، لا تخذلني أرجوك يا سيدي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق