
وصف كتاب العيش بذاكرتين
قرية السكة منبع الحكاية، وبرد تشرين، وذاكرة أيلول. لم أغرق بالتفاصيل، طفوت على سطح الحكاية. فتشابهت بعض الأسماء التي وردت في الحكاية مع الواقع. وأخرى لم نسمع عنها شيئًا. لكنها في النهاية حكاية، وإرث ثقيل راود خميس عن نفسه فعاش بذاكرتين. مع أننا جميعنا نعيش بذاكرتين. قرية السكة لا وجود لسكة حديد متهالكة ورثت من زمن العثمانيين، أو شيء من هذا القبيل. ربما كانت ممراً لرائحة السنين وهي تفوح من سبخاتها. قرية السكة، حيث كان الشقاء عنواناً لمعظم أيام السنة. أنتج حرماناً توسده الأطفال، وأحلامًا أتقنها الكبار، وهم يعلمون أنها لن تتحقق بكامل تفاصيلهِا. فالوقت غالبًا ما يبتلع الجزء الأكبر من أحلامهم. حلموا بأشياء كثيرة؛ حلموا أن تثمر أشجار الطلح برتقالاً. وحلموا أن يتحدثوا أمام مختار القرية ولو هراءً. وحلموا بكل التفاصيل الممكنة. سأكتفي بما ستقوله وجوه الحاضرين من حولي: تبًا لك. أو أحسنت صنعًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق