الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

تحميل وقراءة رواية هكذا صرخ المجنون تأليف إيهاب عدلان pdf مجانا

صورة الكتاب معطلة لا بأس يمكنك تحميل الكتاب اسفل بدون مشاكل

وصف كتاب هكذا صرخ المجنون

سترى صورة غريبة وأنت تنظر لغلاف رواية (هكذا صرخ المجنون)، تلك الصورة التي لا أدري هل اختارها الكاتب لروايته أم اختارتها "دار أوراق للنشر والتوزيع" واللوحة هي لـ(صابرين مهران). الرواية الصادرة في يناير 2016 تتكون من ثلاثة فصول:

فصل السودان، فصل باريس، وفصل الولايات المتحدة، وكل فصل من هذه الفصول به أحداث مختلفة غريبة عنا وقريبة من الواقع يثير فيها جلبة بطل القصة ويجمع حوله الناس أينما سار حتى صارت جمله وكلماته محفوظة لدى العامة بل إن أجهزة الإعلام بمختلف تنوعاتها تحلل أقواله وأفعاله الغريبة وتقيم حوله مواضيع النقاش، كون أن الرواية تدور في ثلاثة فصول ويحدد الفضاء المكاني للرواية بين (السودان، باريس، والولايات المتحدة)، هي فلسفة يعرفها الكاتب وسيعرفها القارئ حين يقرأ بعمق.

الشخصية المحورية (بطل الرواية)، الرجل المجنون الذي جاء إلى واحد من أكبر الأسواق الشعبية في مدينة الخرطوم، ولا أحد يعرف كيف ومن أين جاء "يظهر للناس فجأة ويقول كلاماً غريباً ثم يختفي" كما قال عنه الراوي في بداية سرده للحدث.

المجنون الذي يقول كل شيء ولا يؤاخذه أحد بما قال . الكاتب استخدم ذكاءه حين استفاد من انطباع العامة والقاعدة المجتمعية التي تقول "إن فاقد العقل لا يؤاخذ بما يقول، ويفعل "ليبث من خلاله الرسائل والحقائق التي يهرب منها الجميع رهبة وخوفاً من مس المسلمات أو مناقشتها حتى".

رغم حديثه عن الواقع إلا أنه أثار سخطهم لأنه تحدث عن أشياء تعتبر من المسلمات ولا يجوز الحديث عنها والخوض فيها بهذه الطريقة وذلك يبين جلياً في صفحة (6) في آخر سطر حين قال:

"إن الشربوت هو البديل المهذب اجتماعياً للخمور البلدية".

ليضمن الكاتب وجود (بطل الرواية) وإطلالته في بقية المشاهد دون ملل كان لابد من رابط لذلك؛ بمشهد أو جملة غريبة قوية فأورد الرواي:

"من يومها أصبح الرجل الغريب يظهر للناس فجأة وفي أي مكان " بعد أن وخزهم بعبارة " أنا صرختكم التي أدمنتموها طويلاً، ... لتعلموا أن مدينة جنيف ليست أعظم من الخرطوم، وإنما هو اختلاف إدارة التاريخ " كان ذلك رده الغريب حين سأله رجل (من أين جئت؟)...

أعتقد أن الكاتب لم يكن موفقاً حين علل سبب جنون الرجل في الجملة التي أوردها في صفحة (10):

"قال عنه نسوة من المدينة إنه شاب صالح حفظ كتاب الله دون سن السابعة وعرف سر الكون، خرج إلى الفيافي يدعو الناس ولكن عينا أصابته"...

لأن ذلك يصادم أحد الأفكار التي تدور بذهن القارئ وربما هي من المسلمات عند بعض المجتمعات والمتعارف عليها في البيئة السودانية وهي أن حافظ القرآن لا تصيبه العين بناء على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك"، بل وصار الأمر في بعض المجتمعات أن يرقوا ببعض الآيات من الإصابة بالعين وقبل ذلك كله (إنه شاب صالح) وذلك شيء آخر يؤكد ما ذهبنا إليه انطلاقاً من وضعنا له مع القوم الصالحين "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" وشيء ثالث هو أنه حفظ كتاب الله دون سن السابعة ليبقى أنه (شاب صالح، حفظ القرآن، دون سن السابعة) كل واحده فيها تصادم التعليل الذي ذهب إليه المؤلف ولكن ربما للكاتب رؤية غير التي قرأتها بها أنا وربما هي غير التي تقرأ بها أنت الآن.

تدخل الراوي بطريقة خفية من بين ثنايا النص في أكثر من مرة وأحياناً يظهر صوت الراوي في النص وتختفي الشخصية الأساسية (بطل الرواية)، وفي أوقات كثيرة تشعر بتلقين البطل من قبل الراوي وذلك يبين في صفحة (12) من الرواية حين حاول الكاتب بث مجموعة من المفاهيم التي تخصه وقناعاته وأملاها على البطل، فظهر صوته وطغى على صوت (المجنون).

رومانسية المعنى جميلة بالنص ولكنها تضعفه غالباً جاءت في الرواية:

"بعد أن رماه أحدهم بحزمة مفاتيح قال له المجنون:

هل تعرف أن تهدي لأحدهم وردة أو أن تلاعب طفلاً رضيعاً ".

أهم ما يميز رواية (هكذا صرخ المجنون) شاعرية اللغة، فتلك الشاعرية تقفز من بين ثنايا النص بين كل حين وآخر، ولكن تتجلى الشاعرية في رد (المجنون) لبائع الورد حين لسعته شوكة زهرة الأوركيد وهو يحاول أن يقلم أظفار شوك أغصانها "حسناً يا صديقي فإن حدث وأنت تحاول أن تقلم أظافر وردة ثم يلسعك شوكها بغتة، وحق أبيها الغصن؛ لأن هذا لا يعني منها شيئًا سوى أنه غنجها الموارب كأنثى جميلة عاطرة الأنفاس تشتهي تقبيلها حتى الفراشات".

تدخل التقريرية في النص بصورة غير مخلة بالسرد في قوله "فهي تتمتع بتلك السمعة السياحية العالية والقيمة التاريخية العظيمة فقد مر عليها ملوك وأباطرة"

في حديثه عن مدينة باريس ليورد المعلومات التي يرى أنها تخدم غايته بالنص توظيفاً لـ(السايكولوجي) في سياق النص السردي وإيراد بعض الكلمات الفرنسية والإنجليزية تعكس الثقافة العالية التي يتمتع بها الكاتب.

يورد إيهاب عدلان عن المجنون:

"إن أغاني فنانات الحي الشعبي التي يتأفف منها المحافظون منكم هي الأصدق بوحاً والأكثر أصالة"

ربما هي أمنيات سطرها (عدلان) على الورق لينطق بها بطل القصة رغم كل ما يحيط به من خطر.

الرواية في مجملها مناقشة للقيم والإنسان برؤية فلسفية على لسان مجنون (بطل الرواية)، ليصطدم القارئ من الوهلة الأولى وكأن حديث المجنون هذا لا يعدو كونه مجرد هرطقات لا تثير انتباه أحد ولكن لمن يتوقف عند الكلمات والمعاني وتحليلها يجد فيها شيئاً من المنطق وكثيراً من الواقع.

ذلك المجنون الذي يقتحم كل الأماكن دون أن يشعر به أحد، إن كان هناك متحدث أزاحه وإن لم يكن بدأ خطابه بشيء من الغرابة كأن يعقد مقاربة فلسفية ومقارنات غريبة بين أشياء لا يجمع بينها وجه شبه ليحلل ذلك بطريقته المختلفة والغريبة في التوقيت ذاته تتناسب وكونه فاقدًا ألعقل ــ بحسب انطباع العامة.

بناء الرواية السردي متماسك والانتقال الزماني أدوات يمتلكها الكاتب ببراعة ويستخدم أسلوب التشويق بطريقته هو ويطرح أسئلة عميقة " وقف أمام لوحة الموناليزا طويلاً وهو يتأملها ويستمع إلى تعليقات السياح عنها، فقال لهم بصوت مرتفع:

"هل تعلمون لماذا أبدع دافنشي في رسم هذه المادونا؟ "

الطبيعي أن يرد الجميع بـ(لماذا)؟

- يرد هو "لأنه اشتهاها!، وكان تابوه الداخلي أكبر من هذا التصالح فتنفس على هذا القماش لوناً تجثو له الريشة.

ثم إن هذه الابتسامة التي حيّرت الناقدين والمحللين فيكم، لم يؤجر لها دافنشي لها مهرّجاً كي يجعلها تحافظ عليها عندما كان يرسمها كما يدعون. بل يكمن سرها في هذه المواربة بين الرغبة والمكبوت عنده في اللاوعي بالقيمة".

تلك الإجابة التي تبين أن فيها كثيراً من التلقين من قبل الراوي للبطل سببه التأويل الفلسفي لمحتوى الصورة والثقافة العالية التي يتمتع بها الكاتب؛ إذ أن لوحة الموناليزا التي شغلت دارسي الفن كثيراً عن سر غموض ابتسامتها التي تخفي وراءها حزناً عميقاً، هي دراسة عملت بالليزر التي اخترقها واستطاع أن يسجل قراءات جيدة عليه كصورة لوجه طبيعي فوجدوا أن هناك حزناً خفياً كان يعتريها نتيجة لبعض ما يعتمل في دواخلها...

كما أن السيرة الذاتية للموناليزا التي وردت في بعض الكتب مؤخراً توضح ذلك إذ تقول سيرتها إنها "موناليزا جيرارديني من مواليد نابولي (1479م) وتزوجت في عام(1495م) وهي في سن السادسة عشرة على كره منها ضابط يدعى (فرانشكو زانوبي جيوكوندو)، وكانت الزوجة الثالثة له ولم يكن قد تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره.

لم يكن ليوناردو دافنشي يظن أن تلك الفتاة التي دخلت مرسمه بصحبة زوجها وبأمر عشيقها قائد جيش فلورانس الأمير (ﭼيوليانو دي مريشي) ستشغل تفكيره وتثير اهتمامه طوال أربع سنوات ليخرج للعالم تلك التحفة التي تعتبر أبدع بدائع فناني العالم "

إذ أن ما ورد من أنها تزوجت على غير رضاها ولها عشيق آخر ربما ذلك يعكس اضطرابها بين التبسم الواضح والحزن المتخفي وراءها.

بالنص ترهل واضح، وهناك زيادات في الجمل لم يكن يحتاج المؤلف أن يضعها وأوصاف وجمل إضافية أسرف فيها الراوي فالرسالة التي أرسلها (المجنون) إلى جميع المشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي حملها أكثر مما تحتمل.

يبين صوت الراوي جلياً ويحكي بنفسه في صفحة (88) في فصل الولايات المتحدة . أما في حواره مع ميشيل النادلة التي تعرف عليها في مطعم (بيتزا بينو) التي كانت تعمل به لغتها في الحوار وهي تتحدث بذات الأسلوب الذي يتحدثه الرجل المجنون الذي هو في الآخر أسلوب خاص به، يجعل البطل ينزوي ويظهر الراوي واضحاً.

ذلك المجنون الذي لا تفارقة مخلاته الحقيبة كلازمة من اللوازم التي رافقته في كل مشاويره، وحين يدخل أو يخرج لا أحد يشعر به أحد، وكأنه يمتلك سحراً فهو لم يره الحرس حين دخل وخرج من الكونغرس...

تحدث كما يفعل كل مره دون خوف قال لهم "إن البطاطين التي توزعونها للاجئين لن تجلب لهم وطناً".

في خواتيم الرواية تصوير دقيق للأحداث ستقرأ:

خرج رجل إلى الشارع ثم رفع كأسه وصاح:

"نحب الإنسان...نحب السلام"

لحق به رجل آخر وصرخ كذلك وهو يرفع كأسه:

"نحب الإنسان... نحب السلام"

خرج رابع وخامس ثم البار كله، بعد دقائق كان الشارع يهتف:

"نحب الإنسان ... نحب السلام"

كان ذلك هو خروج جمع غفير من الناس في وسط المدينة عقب ظهور الرجل المجنون في تمثال الحرية وهم حوله يهتفون بالسلام والإنسان".

إذا من يكون ذلك الرجل المجنون؟

ربما هو أنا، أو أنت فأحدهم كان يرى "شخص المجنون في صورته كلما نظر في المرآة "

وإفادة بروف (روفايل لاكان) اختصاصي علم التماهي حين أنكر وجوده قائلاً:

"ليس هناك شخص يسمى الرجل المجنون أساساً، وما الذين يرونه هم يرون دورهم الذي أحبوه في إسطورية".

وفي آخر سطور الرواية يحكي الراوية:

"لفت انتباهي انعكاس ظلي في الماء يتراقص مع الموج محدثاً أشكالاً مختلفة، أمعنت النظر في صورتي على الماء أكثر بها شيء مختلف، شيء يتدلى بجانبي لا أحمله حقيقة يبدو كحقيبة... يا إلهي أو كمخلاة.."
بقلم: نزار عبد الله بشير

الكاتب إيهاب عدلان

غير متوفر وصف للكاتب حاليا, ربما سيتم توفيره مستقبلا

روابط تحميل وقراءة كتاب هكذا صرخ المجنون

تحميل كتاب هكذا صرخ المجنون قراءة كتاب هكذا صرخ المجنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق