وصف كتاب المنتقبة الحسناء
ألم كاد أن يعتصر قلوبًا مذنبةً؛ كلما تذكرت إنه لن يغفر ذنبًا لها ولكن كان يوجد بصيصُ أمل لهذه القلوب.. إنَ الله غفور رحيم.
"مرتدية إسدالها، تمشي فى شارع قريب لبيتها، كان يسكنه الهدوء.. مظلم، مخيف، لايوجد به أحد قط. ينبعث ضوء خافت من السماء يُنير الطريق بعض الشيء، تمشى وحيدة خائفة، تلتفت وتنظر بعينيها يمينا ويسارا.. ضربات قلبها تتسارع دقة تلو الأخرى، تستكمل السير في طريقها ناحية المسجد.
اقتربت كثيراً، كادت أخيرا أن تصل، اطمئن قلبها قليلا، أوقفها شيء بالشارع المقابل للمسجد، أتسعت عيناها من هول ما رأت.. تسمرت مكانها، أنفاسها تلتقطها بصعوبة، يرتعش جسدها، هذا الشيء أصبح قريبًا منها، يتقدم نحوها مسرعا، كان يطير إليها.. وقف أمامها فجأة، أخذ يسحبها شيئًا فشيئًا، وهي مسلوبة الإرادة، أصابها الشلل، لن تسطيع المقاومة.. تلجم لسانها، تريد أن تصرخ، تستغيث بأحد لكن بدون جدوى.
استمر يسحبها ويسحبها إلى أن وصل نصف جسدها داخل هذا "النعش".. نعم نعش يسحبها بداخله، أصبح نصفها داخله والنصف الآخر بالخارج.. عاجزة عن الحركة تماما، فزعت من هول المنظر. هل حانت لحظة انتهاء حياتها أم ماذا؟ هل ستموت الأن؟ كل هذة التساؤلات تدور بعقلها وهي داخل النعش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق