وصف كتاب الحياة جميلة يا صاحبى
الحياة جميلة يا صاحبي للمؤلفة التي أرخت مسرح الرواية إليها، ناظم حكمت.. كنت تلك الليلة أتجوَل بمفردي في أزقة أنقرة الضيقة المتعرجة، حين بدا لي أنني أسمع ضجيج مطارق ومناحت ومناسج هؤلاء النساجين والنجارين والحدادين والنحاسين الذين يذكرون بالبلاشفة، كأني أسمع تراتيلهم التي ينشدونها في اجتماعاتهم.
أعرف أنَ البلاشفة أصدقاء الفقراء وأعداء الأثرياء. كانت صحف أسطنبول ملأى بأقاصيص شتى عن أنواع من التعذيب لا يتخيلها العقل، يسلطونها على الجنرلات والتجار الروس، جميع من أفلتوا من السيف البلشفي لجأوا إلى أسطنبول، ولم يكن باد عليهم أنهم عذبوا مثلما يقال. كانت النساء –أقل شيء- من الدوقات، أما الرجال فكانوا أمراء، فتحوا بارات وبيوت قمار، باعوا نساءهم الشقروات والبيضاوات والسمينات، ونظموا ألعاب يانصيب.. أعرف أن الحلفاء هم أعداء البلاشفة، أعرف كذلك اسم لينين الذي رأيت صورته في الصحف، بل وقد رسمت صورته بقلم الفحم لا عن حب، لا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق