وصف كتاب إيلام
بين سكون الليل يتناجى المتناجون.. لكلٍّ آهاته وآلامه، ترتسم النجوم بعشوائية جميلة تتناثر فى ساحة السماء لامعة كأنها قطع من الألماس اللامع.
نظرت بعينيها الجميلة إلى السماء، وبأناملها الصغيرة تمسح دمعة متلألأة، فرت من بين جفونها رغما عنها، تنادي حبيبا غائبا منذ سنوات، ولكن مع غيابه مازال القلب العاشق ينبض بحبه الذي امتلكه، وأصبح هو سلطانه، هو وحده يتربع على عرشه، وحده دونما العالم رجع بها عقلها إلى عدة سنوات مرت من أمامها كأنها شريط سينمائي داخل قاعة كبيرة.
أصوات تتعالى، أحاديث جانبية، ضحكات خافتة.. ولكن هذا اختفى مع صوت أقدامه الحازمة الواثقة، يحمل حقيبته ويدخل بثقة يضعها فوق منضدة كبيرة خلفها لوحة بيضاء، وضع حقيبته وهو ينظر إليهم لثوان حتى اعتدل كلا في مكانه، وارتسمت فوق شفتيها ابتسامة رقيقة وهي تنظر إليه وترى احترام الجميع له، ونظراته الثاقبة القوية التي تجعل الكل مرغما على السكون في حضرته.
أمسك ملامح حادة تكاد تكون قاسية، شعره الأسود الحالك، لحيته التي يتركها دائما لتزيده وسامة، وتزداد هي غيرة كلما رأت نظرات الفتيات إليه، وقفته المنتصبة معلنة عن عنفوانه وقوة شخصيته التي يفرضها على الجميع دون أن يتحدث، فكفى نظرته التي تجعل من يعرفه يفكر جيدا قبل أن يتعدى حدوده معه.
بقلمه يخط فوق اللوحة البيضاء محاضراته الجديدة، وقف يشرح لهم وهم منصتون منتبهون لكل كلمة ينطق بها، حتى انتهى من درسه اليوم وهو ينظر إليها وعلى جانب شفتيه ابتسامة تزين ثغره، حتى لملم متعلقاته وخرج من غرفة المحاضرات، وهي تتابعه بعيون لامعة ناطقة بالحب والعشق، خرجت خلفه مع صديقاتها وظلوا يتناقشون في محاضرة اليوم حتى أتاها ساعي مكتبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق